والقلب يدرك مالا تدرك العين أحيانا....
.
في علومنا البشرية نعرف أن اللغة تعني لغة الكلام ونطق اللسان ،
.
ولكن ما خفي كان أعظم
.
وهي: لغة القلب.. ولغة الروح ...ولغة الفطرة...
.
ليس لنا علم يحيط بها ولكن الانسان قد يشعرها ويلمس شيء يحركه من الداخل.
.
فلا يجب أن يشك العقل في الاشياء حين تعجز لغة الكلام ولغة اللمس والاحساس عن إدراكها.
.
قد تكون اللغة المناسبة لتعرفها ليست كذلك بل هي لغة اخرى لاتعرفها الا الفطرة النقية والقلوب الصفية
وغابت عن قلوب متحجرة عليها أقفال وتمائم وضعناها نحن البشر عليها وهي مخلوقة بدون أقفال.
.
اليقين موجود بداخلنا وفينا وإننا حين نشك ، فإننا نشك ليس بسبب غياب اليقين أوعدم وجوده، بل بسبب عدم وجو اللغة المناسبة عندنا لندركه بها.
.
وظننا أن إدراكه يكون فقط بالعقل وبالحواس واللمس والعين ,
.
وتجاهلنا ما استقر في القلب
.
وأغمضنا الجفن عن ما اقشعرت له الابدان
.
وتغاضينا عما اهتزت له الروح
.
وقلنا لا ..لابد ان نرى بأعيننا ونلمس بأيدينا.
.
الشك في العلوم الطبيعية والدنيوية احيانا يكون مطلوب خاصةً حين لا توجد تجربة علمية بالدليل ولكن الشك في الغيبيات والبديهيات التي تعجز عن إدراكها لغة الكلام ولغة اللمس فهو شك غير سوي وسوف يؤدي بصاحبه للتعب والعودة لنقطة الصفر ,
.
وكلما زاد تعبه وشكه سيصل به الحال الى احساس الاستسلام واحتياجه للبكاء
، فيكون الاستسلام هو بداية اليقين عنده فيما شك فيه ،
.
إن هذه اللغة التي نفتقدها احيانا ، ليس لها مدارس تعلمها، ولا قواعد تفتح الطريق لقرائتها ،
.
ولكنها منة وهبة تجود بها السماء لمن شائت,
ومن لم تشأ، نزعتها منه حتى يصول ويجول في الحياة ، ويأتي في النهاية يشعر ان هناك شيء ينقصه، وأنه رغم علمه مازال يحتاج من يعلمه
.
ويدرك متأخرا انه لم يتعلم لغة الفطرة ,والكتابة بلغة الروح, والقراءة بلغة القلب.
.
حين تتصارع رؤية العقل مع رؤية القلب والروح ورؤية الحواس فيجب علينا
أن نتبع حينها الرؤية التى تتوافق مع الفطرة التى تعارف عليها الخلق إلى أن تستنير
عقولنا بالرؤية اليقينة.
.
إننا قد نعجز وان كنا قادرين ،والعين تعمي وان كنا مبصرين، وان لم ينقلنا الشك لليقين، أخذنا غُرة لوجع وأنين، فما كان لنا إلا أن نستسلم ، حتى يأتينا نورٌ مبين،
ويصل العقل لليقين ليس بالشك وحده,
ولكن قد يدركه العقل بلغات أخرى , وقد يدركه بعد الاستسلام,
الذي هو بداية تعلم لغة القلب ولغة الفطرة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.